لحظة من فضلك لو سمحت تعا ل معنا الى فسحة من نوع خا ص حيث نترك الدنيا وما فيها ونلقى نظرة الى بداية ولادتنا الحقيقية وهى بدايتها القبر فيا من آلمته الدنيا ويا من اصا بته الهموم ويا من يأس من الحياة تعا ل معنا الى رحلة تنسيك كل هذا قال تعالى كل نفس ذائقة الموت فمن تذكر الموت هانت عليه مصيبته لان الموت اعظم المصائب وما من شدة او فرحة يذكر عندها الموت الا هانت قال الشاعر اصبر لكل مصيبة وتجلد وأعلم أن المرء غير مخلد فاذا ذكرت
مصيبة تسلوا بها فاذكر مصابك بالنبى محمد اعلم انه
كان اثنان تصاحبا وتمر الايام تلو الايام وهما فى احسن حال ولكن لا يأمن الانسان الى الدنيا وصدق المتنبى عندما قال لكل شيء اذما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش انسان هى الامور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته ازمان اذبالموت يفرق بينهما وبعد مراسم العذاء وبعد مروم شهور يذهب الخل والصاحب الصديق الى قبر صاحبه ويبكى ويقول وقفت
على القبور مسلما قبر الحبيب فلم يرد على جوابى أحبيب مالك لاترد على جوابيا أنسيت بعدى خلة الاصحاب ثم وقف فسمع صوتا يقول كيف الحبيب لى بجوابكم وانا رهين جنادل وتراب اكل التراب محاسنى فنسيتكم ونسيت خلة الاصحاب. والآن هذه رسالى من الميت الى الحى الذى ينتطر مصيره
ليس الغريب غريب الشام واليمن ان الغريب غريب اللحد والكفن
ان الغريب له حق لغربته على المقيمين فى الاوطان والسكن
لاتنهرن غريبا حال غربته الدهر ينهره بالذل والمحن
سفرى بعيد وذادى لن يبلغنى وقوتى ضغفت والموت يطلبنى
ولى بقايا ذنوب لست اعلمها الله يعلمها فى السر والعلن
ما احلم الله عنى حيث امهلنى وقد تماديت فى ذنبى ويسترنى
تمر ساعات ايامى بلا ندى ولا بكاء ولا خوف ولا حزن
أنا الذى أغلق الابواب مجتهدا على المعا صى وعين الله تنظرنى
يا زلة كتبت فى غفلة ذهبت يا حسرة بقيت فى القلب تحرقنى
دعني أنوح على نفسى واندبها واقطع الدهر بالتذكير والحزن
دعنى عذلى يا من كان يعذلنى او كنت تعلم ما بى كنت تعذرنى
دعنى لاسح دموعا لا انقطاع لها فهل عسى عبرة منها تخلصنى
كأننى بين تلك الاهل منطرحا على الفراش وايديهم تقلبنى
كأننى وحولى من ينوح ومن يبكى على وينعانى ويندبنى
وقد اتو بطبيب كى يعالجنى ولم ار الطبيب اليوم ينفعنى
واشتد نزعى وصار الموت يجذبها من كل عرق بلا رفق ولا هون
واستخرج الروح منى فى تغرغرها وصار ريقى مريرا حين غرغرنى
وغمضونى وراح الكل وانصرفوا بعد الاياس وجدوا فى شرا كفنى
وقام من كان احب الناس فى عجل نحو المغسل يأتينى يغسلنى
فجاءنى رجل منهم فجردنى من الثياب واعرانى وافردنى
واودعونى على الالواح منطرحا وصار فوقى خرير الماء ينظفنى
واسكب الماء من فوقى وغسلنى غسلا ثلاثا ونادى القوم بالكفن
زالبسونى ثياب لا كمام لها وصار زادى حنوطى حين حنطنى
واخرجونى من الدنيا فواأسفا على رحيل بلا زاد يبلغنى
وحملونى على الاكتاف أربعة من الرجال وخلفى من يشيعنى
وقدمونى الى المحراب وانصرفوا خلف الامام فصلى ثم ودعنى
صلو على صلاة لا ركوع لها ولا سجود لعل الله ير حمنى
وأنزلونى الى قبرى على مهل وقدموا واحدا منهم يلحدنى
وكشف الثوب عن وجهى لينظرنى واسبل الدمع من عينيه اغرقنى
فقام محتزما بالعزم مشتملاوصفف اللبن من فوقى وفارقنى
وقال هلوا عليه التراب واغتنموا حسن الثواب من الرحمن ذى المنن
فى ظلمة القبر لاام هناك ولا اب شفيق ولا اخ يؤنسنى
وهالنى صورة فى العين اذنظرت من هول مطلع ما قد كان ادهشنى
من منكر ونكير من اقول لهم قد هالنى امرهم جدا ًفأفزعنى
واقعدونى وجدوا فى سؤالهم ما لى سواك الهى من يخلصنى
فامننعلى بعفو منك يا املى فاننى موثق بالذنب موتهن
تقاسم الاهل مالى بعد ما انصرفوا وصار وزرى على ظهرى فاثقلنى
واستبدت زوجى بعلالها بدلى وحكمته فى الاموالوالسكن
وصيرت ابنى عبدا ليخدمه وصار مالى لهم حلا بلاثمن
فلا تغرنك الدنيا وزينتها وانظر الى فعلها فى الاهل والوطن
وانظر الى من حوى الدنيا باجمعها هل راح منها بغير الحنط والكفن
خذالقناعة من دنياك وارض بها لو لم يكن لك فيها الا راحة البدن
يازارع الخير تحصد بعده ثمرا يا زارع الشر موقوف على الوهن
يا نفس كفى عن العصيان واكتسبى فعلاجميلا لعل الله يرحمنى
يا نفس ويحك توبى واعملى حسنا عسى تجزين بعد الموت بالحسن
ثم الصلاة على المختار سيدنا ما وضأالبرقفى شام وفى يمن
والحمد لله ممسينا ومصبحنا بالخير والعفو والاحسان والمنن
هذه القصيدة تنسب الى زين العابدين رحمه الله
وبعد يا عبد الله وانت ياامة الله تذكرا هذا الوقف عندما توضع فى القبر وينادى عليك
فى التراب وضعوك وفى القبر ودفنوك واهلك ومالك وتركوك ولو ظلو ا معك ما نفعوك .
ولماذا العصيان ولماذا التخاصم مع الله انك مهما فعلت من ذنوب وتوبت الى الله قبل الغرغرة وقبل طلوع الشمس من مغربها فانه يقبل توبتك فا لآن اقرع باب السماء
ايا عبد كم يراك الله عاصيا حريصا على الدنيا وللموت ناسيا
أنسيت لقاء الله واللحد والثرى ويوما عبوسا تشيب فيه النواصيا
لوان المرء لم يلبس ثيابا من التقى تجرد عريا وان كان كاسيا
ولوان الدنيا تدوم لأهلها لكان رسول الله ما زال حيا وباقيا
ولكنها تفنى ويفنى نعيمها وتبقى الذنوب والمعاصى كما هى
لقدأخذالموت من قبلنا والدور علينا فلكل اجل كتاب
وقف سيدنا على بن ابى طالب على القبور فنادى يااهل القبور
اما الازواج فقد نكحت واما الاموال فقد قسمت وما الدور فقد سكنت هذا خبر ما عندنا
فما خبر ما عندكم ثم سكت قليلا وقال لو اذن لهم فى الكلام لقالوا وجدنا ان خير الزاد التقوى
ولوان متنا تركنا لكان الموت راحة كل حى ولكن اذا متنا بعثنا ونسئل عن كل شيء
No comments:
Post a Comment